/ الفَائِدَةُ : (81) /
25/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / تنزُّه الذَات المُقدَّسة عن جملة من شؤون الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة / / لكُلِّ اسْم إلَهِيٍّ مُدَاوَلَةٌ وتغيُّرٌ وتَبَدُّلٌ خَاصٌّ به / / الأَسماء الإِلٰهيَّة لا تتَّسع بوسع الذَّات المُقدَّسة / إِنَّ ما ورد في دعاء الافتتاح : «... وأَيقنتُ أَنَّكَ أَرحم الرَّاحمين في موضع العفو والرَّحمة ، وَأَشَدُّ المُعَاقبين في موضع النَّكَال والنَّقِمَة ، وَأَعظم المتجبِّرين في موضع الكبرياء والعظمة ...» (1) برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ علىٰ أَنَّ للأَسماء الإِلٰهيَّة شؤون ومواطن لا يمكن للّٰـه المُسمَّىٰ ؛ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة الِاتِّصاف بها ، فإِنَّ الأَسماء الإِلٰهيَّة بهذه الشؤون والمواطن تكون محدودة بالقياس إِلى الذَّات الإِلٰهيَّة المُقَدَّسة . ودالٌّ أَيضاً : أَنَّ الباري ـ المُسمَّىٰ ـ (جَلَّ ثناؤه) إِذا أَراد رحمة مخلوق فَلَا يتجلَّىٰ له بالكبرياء والعظمة ، بل بالعفو والرَّحمة ، وإِذا أَراد معاقبة مخلوق فلا يتجلَّىٰ له بالعفو والرَّحمة ، وإِنَّما بالنَّكال والنَّقِمَة ، وعلىٰ هذا قس سائر الأَسماء الإِلٰهيَّة بالقياس إِلى ما يُناسبها وما لا يُناسبها من شؤون وَمَوَاطِن . وعبَّرَ أَهل المعرفة عن هذا التَّجَلِّي والظهور بـ : «دولة الأَسماء» ، وكأَنَّما لكُلِّ اسمٍ إِلٰهيّ دولة ؛ بمعنىٰ : مداولة وتغيُّر وتبدُّل . وهذا التَّغيُّر دليل علىٰ فقر وحاجة الأَسماء الإِلٰهيَّة للذَّات الُمقدَّسة . ودليل أَيضاً علىٰ أَنَّ الاسم الإِلٰهيّ ـ كـ : اسم (الله) ـ لا يتَّسع بوسع الذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة الثَّابتة بقول مُطلق ، وهذا هو معنىٰ : عُلُوّ قاهريَّة الباري ـ المُسمَّىٰ ـ صاحب الذَّات الإِلٰهيَّة المقدَّسة ؛ وحاكميَّته علىٰ كافَّة عوالم الخلقة وجملة مخلوقاتها ، منها : الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ، فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 94: 337